اقترب الأهلي المصري بقوة من تحقيق إنجاز كروي بكل المقاييس بوصوله للمباراة النهائية في دوري أبطال أفريقيا – أقوى بطولات القارة وثالث أقوى بطولات العالم على مستوى الأندية – بفوزه على أنيمبا النيجيري بهدف نظيف في إياب نصف النهائي وسط تشجيع منقطع النظير لأكثر من 70 ألف مشجع اهتزت لهم جنبات استاد القاهرة.
فوز الأهلي جاء بشق الأنفس وبصعوبة بالغة لأكثر من سبب أهمها توتر لاعبي الفريق الأحمر بسبب النتيجة السلبية لمباراة الذهاب والتي جعلت من أي هدف يسجله الفريق الضيف بمثابة الكارثة المحققة التي لا يلغي مفعولها سوى هدفين. السبب الثاني من وجهة نظري هو ابتعاد نجم الفريق وترمومتر الأداء محمد ابو تريكه عن مستواه العالي بسبب إشراكه كرأس حربة صريح مما عرضه لرقابة لصيقة اضطرته للسقوط للخلف كثيرا مما أفقده خطورته.
طاقم التحكيم كان له دور هو الآخر في تصعيب الفوز الأحمر بعد إلغاء هدف صحيح تماما لبركات في توقيت مثالي وهو الربع ساعة الأول من اللقاء، وجاء إلغاء الهدف بسبب التسلل ثم اتضح من سير اللقاء أن الحكم المساعد بدا كمن اتخذ قرارا بألا تمر كرة خطرة لمهاجم (أهلاوي في الشوط الأول أو نيجيري في الشوط الثاني) دون أن يرفع راية التسلل! لاشك أن احتساب الهدف ربما كان قد ساهم كثيرا في تهدئة لاعبي الأهلي وربما تمكنوا من حسم المباراة تماما في شوطها الأول.
تأخر هدف الاطمئنان وتطوير أنيمبا لأدائه الهجومي منذ بداية الشوط الثاني مما وضع مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي في مأزق: إما سحب أحمد صديق والدفع بمهاجم ثاني بجوار فلافيو لحسم الأمر تماما عن طريق التكثيف الهجومي وإما اللجوء للتأمين الدفاعي حفاظا على الهدف الوحيد وهو يفي بالغرض! ظل جوزيه يفكر ويأمل في ذات الوقت أن يفعلها أحد نجومه ويخطف الهدف الثاني ويريحه ويريح الجميع، ولما لم يحدث ذلك دفع بأنيس بوجلبان أي أنه اختار التأمين الدفاعي ولا لوم عليه مطلقا فهو أدرى الناس بحال فريقه ولاعبيه، رغم أن ذلك الخيار أدى لأن يظل هو شخصيا قبل الجميع على أعصابه حتى صافرة النهاية!
وصول الأهلي للمباراة النهائية جعله يعادل رقم فريق مازيمبي الزائيري (الأنجلبير) الذي وصل لنهائي نفس البطولة أربع مرات متتالية (1967-1968-1969-1970) وفاز باللقب أول عامين قبل أن يخسر أمام الاسماعيلي عام 1969 ثم يخسر ثانية أمام كوتوكو الغاني عام 1970. الأهلي أيضا وصل للنهائي للمرة الرابعة على التوالي وأمامه فرصة تاريخية لتعويض إخفاق نهائي العام الماضي أمام النجم الساحلي التونسي عندما يلتقي القطن الكاميروني في النهائي.
يجب على الأهلي الاستعداد القوي والجاد للفريق الكاميروني الذي سحق ديناموز هراري الزيمبابوي في نصف النهائي (0-1 و4-0) ليؤكد جدارته بالوصول للنهائي الكبير. الأهلي سيلعب لقاء الذهاب في القاهرة ومطلوب منه الحسم بأكبر عدد ممكن من الأهداف تجنبا للظروف الغير مضمونه في لقاء الإياب الذي سيقام في الكاميرون (أرضية الملعب السيئة – التحكيم الأفريقي ضعيف المستوى والمعروف عنه مجاملة أصحاب الأرض عموما)!
هنيئا لجمهور الأهلي تأهل نادي القرن للنهائي الرابع على التوالي وتحية لجوزيه رغم نقدنا أحيانا لبعض قراراته الفنية والذي لا يقلل أبدا من قيمته كمدرب كبير حقق إنجازات ضخمة للنادي الأهلي وألف مبروك لمجلس إدارة النادي الأهلي الذي لا يجعل للقضايا الفرعية الكثيرة التي يخوضها على مختلف الساحات تأثيرا يذكر على فريق الكرة!